المصممة فدوى حايك كنت أخطط للعودة وأحلم أن تكون بدايتي من وطني ووسط عائلتي
نشأت فدوى حايك في أحضان عائلة كبيرة تهتمّ فيها أخواتها بالخياطة كهواية بتشجيع من الوالدة التي أتقنت فنّ الخياطة، ولكن فدوى الإبنة الصغرى في العائلة كانت تنظر إلى كل هذه الورشة من القماش والخيوط وتراقبها من زاوية ثانية
كانت تتطلّع إلى مرحلة ما قبل التنفيذ إذ بدأت تعبّر عن حبها للتصميم والرسم في عمر مبكر، فكانت تستخدم أقلام التلوين على أوراق الدفاتر المدرسية لترسم خطوطاً بدائية لفستان غير متناسق او تنورة فضفاضة أو جيليه مع ذيل طويل. ولعل هذه الخربشات الطفولية التي مهّدت للاحتراف لاحقاً، قد شكّلت أولى خطواتها نحو الرسم والتصميم، ما لفت انتباه الوالدة لتلك الرسمات التي بدت خارجة عن المألوف، فسارعت إلى تزويد فدوى الصغيرة بمواد أكثر حرفية من أقلام وألوان خاصة بالقماش. وفي مرحلة لاحقة بدأت فدوى بالتركيز على الرسم على التي شيرتات البيض التي كانت تجلبها لها الوالدة بعدما لمست لديها ميلاً واضحاً إلى الرسم
في مرحلة لاحقة تبلورت الهواية في رسم الديزاين وتلوينه، فكانت أختها الكبرى هي العميلة الاولى، حيث صممت لها فستانًا للسهرة بدا رائعاً ونال إعجاب الجميع. وما إن أنهت الدراسة الثانوية حتى التحقت بمعهد بول راضي لتصميم الازياء ثم عملت كمصممة رئيسية في عدة دور أزياء لبنانية متخصصة بالهوت كوتور، وانتقلت بعدها إلى دبي حيث ساهمت في إنشاء العديد من دور الأزياء والأسماء الكبرى المتخصصة في الخياطة الراقية لفساتين الاعراس والسهرات، وشاركت في العديد من عروض الأزياء الخاصة التي تقام في معرض العروس وفي معارض أسابيع الموضة المتخصصة بصناعة الأزياء
تميزت تصاميم فدوى حايك برؤيتها الخاصة للمرأة وللموضة بأنهما جوهر الرفاهية المتطورة حيث الأنوثة والجاذبية والسحر، ما شجعها على فتح استوديو خاص بها في قلب العاصمة بيروت، فالترف في اللباس بالنسبة لها يجب أن يكون محفوفاً بالمرح والغرابة معاً، وقد أطلقت المجموعة الاولى لأزياء ربيع وصيف ٢٠١٩ والتي شملت العديد من القطع الخاصة بالسهرات والاعراس وحفلات الخطوبة والتخرّج، مع التركيز على إطلاق خط لفساتين الحفلات الخاص بالفتيات الصغيرات ولحاملات الزهور في حفلات الزفاف
النهار قابلتها فكان هذا اللقاء
البداية
نشأتِ في عائلة تهتم بفنّ الخياطة لا سيّما وأنّ والدتك كانت تتقن هذه المهنة، ماذا كسبت من خبرتها؟
الوالدة علّمتني أشياء كثيرة ولا سيما فتحت عينيّ على فنّ الخياطة وعلمتني الصبر والمثابرة في العمل، وعدم اليأس، وأن أحب ما أقوم به
أين تدرّبت بعد إنهاء دراسة فنّ التصميم والخياطة؟
بعد تخرجي تدربت لدى عدة دور أزياء وأهمها دار بول راضي، فهو كان المعلم والأب الكبير لي ولزملائي، وأيضاً اكتسبت خبرة كبيرة لدى المصمم العالمي روبير أبي نادر
إلى أي فنّ أنت ميّالة أكثر… إلى التصميم أم التنفيذ؟
منذ صغري أحب الألوان والرسومات والأشغال اليدوية، فحبي للرسم هو الذي شجعني لدراسة تصميم الأزياء، فبإمكاني أن أمارس هوايتي على الاقمشة بالإضافة إلى مزج الألوان بفرح وشغف تماماً وكأنها لوحة زيتية
من المعروف أنّ بول راضي من أهم منفّذي فنّ الخياطة والتفصيل، ما هي الخبرة التي كسبتها منه، وهل كانت كافية للانطلاق في هذه المهنة؟
أعتبر نفسي محظوظة لأنني تدربت وتخرجت لدى أهم أستاذ ومعلم خياطة راقية في لبنان، بول راضي علمني فنّ الدقّة في التفصيل والتنفيذ والتركيز على نظافة القطعة والتي هي أهم عنصر في الخياطة الراقية، أذكر أنّه كان يقول لنا إنّ أهم شيء “تطلع الستّ من عندك عمتضحك”
مرحلة دبي
ذهبتِ إلى دبي حيث ساهمت في إنشاء العديد من دور الأزياء، كيف تصفين هذه المرحلة الطويلة من حياتك هناك؟
مرحلة دبي كانت محطة مهمة في حياتي، جعلتني أكتشف المرأة العربية وخصوصاً الخليجية، وتعمّقت أكثر بالتراث وأهمية الحفاظ عليه، كما تعرّفت إلى عادات وتقاليد جديدة وخصوصاً الثوب العربي الخليجي، كان تحدياً لي ونجحت فيه وكان إضافة لخبراتي في تصميم الأزياء
بيروت
عدتِ اليوم إلى بيروت وافتتحت مشغلك الخاص، لمَ لم تلجأي إلى إطلاق بداياتك من هذه العاصمة مباشرة؟
ككل الشباب اللبناني الذي يحلم بالهجرة إلى الخارج ليؤمّن مستقبله وأيضاً يحلم بالعودة إلى لبنان، كنت دائماً أخطط للعودة إلى لبنان وأن تكون بداياتي من وطني وبين عائلتي وأصدقائي. وبعد 18 سنة تحقق حلمي بالعودة وإطلاق أول مجموعه لي في بيروت
الأعراس
أنت تصممين الخياطة الراقية، ألا تحاولين الدخول في نطاق الألبسة الجاهزة خاصة لزبائن بيروت؟
أكيد، سوف تكون هناك مجموعة للملابس الجاهزة وبدأت العمل عليها أصلاً، هي مجموعة بسيطة ولا تقتصر على السوق اللبناني فقط
صفي لنا أسلوبك في فساتين السهرة والأعراس
بطبعي أحبّ القطعة البسيطة والأنيقة في نفس الوقت، فخلال تحضيري للمجموعة ركّزت على القصّات التي تناسب كل الأجسام، وحرصت على إبراز أنوثة المرأة بأناقة بسيطة وملفتة
هل قمت بتكريس قسم خاص لاستئجار فساتين الأعراس ولا سيّما لزبائن بيروت؟
نعم هناك مجموعة من فساتين الأعراس جاهزة للإيجار وللبيع بنفس الوقت، تناسب كل الأذواق، وحتى بإمكان أي عروس لديها فكرة وتريد تنفيذها، نعمل على تطويرها سوية بحيث تظهر العروس بأبهى طلة
يقال إنّ العروس اللبنانيّة أصبحت تعشق فساتين الأعراس الكبيرة والمطرّزة تماماً كالعربية، هل أنت مع هذا القول؟
تعشق الفساتين الكبيرة؟ لا أعتقد ذلك، وليس في لبنان فقط بل في كل الدول العربية، فهناك الكثيرات من اللواتي يحببن الفساتين البسيطة والخفيفة، وقد اكتشفت ذلك من خلال احتكاكي المباشر مع زبائن من عدة دول عربية
التطريز والأقمشة
كيف تنظرين إلى التطريز عموماً في الفستان إن كانت المناسبة سهرةً أو عرساً؟ هل هو حاجة لإضفاء بريق على الفستان؟
ليس بالضرورة اعتماد التطريز، فهناك أقمشة كثيرة لديها بريق وجمال فريد وجذاب تلمع بدون تطريز، فالفكرة والقصّة والسيدة التي ترتدي القطعة تشكل صورة جذابة وبراقة في آن معاً، لكن لا شكّ أنّ التطريز موجود ويتربّع على عرش الموضة، فلا بد من تطعيم بعض الفساتين وخاصة فساتين الأعراس بالتطريز
ما هي الأقمشة التي تشدّك أكثر من غيرها؟ وهل من خلال القماش تستلهمين موديلاتك؟
أحبّ اقمشة الدانتيل الناعمة جداً إذ أجد فيها أنوثة تحاكي المرأة وتعبّر عن نعومتها، وعادةً أحضّر الموضوع للمجموعة وأعمل على التصاميم ومن ثم على الأقمشة، ولكن أحياناً أكتشف أقمشة جديدة تساعدني في التصميم
ما الفرق بين الزبونة العربية وتلك اللبنانيّة؟
حسب خبرتي كل النساء العربيات واللبنانيات يحببن الأناقة، “يعني ما بتشوفي وحدة نازلة السوق مش مرتبة”
من المعروف أنّ قطع الكوتور باهظة الثمن، وخاصة لدى المصممين اللبنانيين، فماذا عن أسعارك لا سيما وأنّك تتعاملين مع المرأة العربية واللبنانيّة على حد سواء؟
أسعارنا مدروسة جيداً بحيث تناسب كل الطلبات، فإرضاء الزبائن أولوية عندي وفي الدار
هل تؤمنين أنّ للمصمم اللبناني طابعاً فردانياً استطاع من خلاله اختراق السوق العالميّة؟
للمصمم اللبناني هوية خاصة في عالم الموضة وأسلوب مميّز وموهبة فريدة يتميز بها عن غيره، لذلك نرى العديد من الأسماء ينافسون أهم المصممين العالمين على السجادة الحمراء
There are no comments